وزان ..الحكمة والتبصر تتغلبان على التوتر في ملف معطلي زومي

وزان.. الحكمة والتبصر تتغلبان على التوتر في ملف معطلي زومي

 وزان ..الحكمة والتبصر تتغلبان 

على التوتر في ملف معطلي زومي

  وزان : محمد حمضي

  تابعت الجريدة  عن قرب ملف معطلي زومي  / بوقرة منذ أن قرر هؤلاء الشباب قرع أجرس المعاناة والمآسي التي يعيشونها منذ أن غادروا أبواب الجامعات المغربية بشهادات عالية قادتهم إلى التيه بين جبال منطقتهم القاسية التضاريس ،بدل أن تحط بهم حيث الكرامة تحفظ ، وحيث الشغل حق وليس امتيازا .

  المعركة النضالية الأخيرة التي دخلها معطلو زومي / بوقرة بعزيمة قوية ، وإرادة صلبة ، من أجل الحق في عضة/ لقمة خبز شريفة ونظيفة ، كانت ستكون كارثية على البلاد ، وعلى حياة هؤلاء المعطلين الذين بعد قرابة أسبوعين من الاعتصام ليل نهار بباب العمالة ، أعلنت أمعائهم العصيان حين رفضت أن لا يدخلها إلا الهواء ، مما جعل سيارة الإسعاف ترابط بقربهم إنقاذا لحياتهم التي باتت قاب قوسين أو أدنى من النهاية ...وكم كان مؤلما منظرهم وهم يسيرون مكفنين بشوارع المدينة في مسيرة الوداع....

  ولأن الحكمة والتبصر تعلو ولا يعلى عليهما ، فقد اختارت الادارة الترابية الإقليمية مقاربة الطمأنة والابتعاد عن كهربة الأجواء ، والعمل على نزع فتيل التوتر حين قررت مجالستهم في لقاء أشرف عليه الكاتب العام للعمالة وأطراف أخرى بحثا عن كل الإمكانيات المتاحة محليا ، وقادرة على المساهمة في المعالجة ولو المحتشمة لهذا الملف الذي يؤرق الجميع . وبدورهم أبدى المعطلون تفهما ونضجا عاليين حين رجحوا كفة الحوار على كل أشكال التصعيد ،  فعانقوا بدون تردد البدائل المعروضة عليهم للخروج من النفق والتي ستتحول إلى اتفاق نهائي سيدخل حيز التنفيذ قريبا بعد تقعيده قانونيا، كما صرح لنا بذلك عضو بالكتابة الإقليمية للإتحاد الاشتراكي تابع أطوار اللقاء .

  الاتفاق يضيف نفس المصدر نص على توفير غلاف مالي محترم من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وذلك من أجل إصلاح دكاكين  بمركز زومي وبناء أخرى ، وتفويت حمام في ملك الجماعة من أجل استغلاله بعد ترميمه ، وكذا استغلال مخزنين... .أما فيما يخص الحصول على رخص النقل فقد تعهد ممثل جماعة بوقرة في هذا اللقاء بأن يكون المعطلون هم أول المستفيدين منها كلما توفرت .

   بعد أن احتكم الجميع إلى العقل ، معطلون وإدارة ترابية وممثلي جماعتي زومي وبوقرة ، وبعيدا عن كل استغلال سياسوي لملف يؤرق البلاد والعباد ، فالأنظار اليوم تتطلع إلى التفعيل الحرفي لهذا الإتفاق على محدودية نتائجه ، لكن قوته تكمن في رسالته الرمزية وهي أنه باعتماد آلية الحوار وفضائله بعيدا عن أي اصطدام يمكن معالجة مختلف القضايا الشائكة .