Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
22 janvier 2012

تحذيرات في مناظرة حول "السيدا" بأصيلة من تزايد ارتفاع عدد المصابين بالداء وسط المتعاطين للمخدرات

تحذيرات في مناظرة حول "السيدا" بأصيلة من تزايد ارتفاع

عدد المصابين بالداء وسط المتعاطين للمخدرات

من أجل مقاربة للتعاطي مع مستعملي 

المخدرات مبنية على الصحة ومرجعية حقوق الانسان

 أصيلة: أصيلة 24

حذر المشاركون في االدورة التاسعة للمناظرة الوطنية لجمعية محاربة السيدا،التي انطلقت اشغالها مساء الجمعة في مكتبة الامير بندر بن سلطان بمدينة أصيلة تحت شعار "من أجل مقاربة للتعاطي مع مستعملي المخدرات مبنية على الصحة ومرجعية حقوق الانسان"، من تزايد الارتفاع المستمر في حالات الإصابة بداء فقدان المناعة، خاصة في  الدول الفقيرة و السائرة في طريق النمو، و التي أضحت حسب المشاركين في المؤتمر تحتضن الآن 95 في المائة من عدد المصابين بهذا الداء في العالم، و البالغ عددهم حسب الإحصائيات المتوفرة ما يناهز 40 مليون شخص، علما أن هناك حوالي5.5  مليون حالة إضافية كل سنة. كما أن أكثرمن 80 في المائة من المصابين هم من الشباب.
ويشارك في هذا اللقاء  المنظم تحت الرئاسة الشرفية لبيير بيرجي رئيس "سيداكسيون"، إحدى أهم جمعيات محاربة السيدا بأوروبا، مشاركة حوالي 350 شخصا من بين متطوعي جمعية محاربة السيدا وممثلي المؤسسات العمومية وخبراء مغاربة وأجانب وفاعلين جمعويين منخرطين في محاربة السيدا وتقليص الأخطار لدى المدمنين على المخدرات عن طريق الحقن.
وأشاد بيرجي بالجهود المبذولة بالمغرب من طرف الجمعيات والمصالح المعنية بمحاربة السيدا ودعم ضحايا المخدرات،مسجلا أن هاتين الآفتين ما زالت تحيط بهما هالة من الخوف ونظرة الريبة إزاء ضحاياهما.
كما أشاد بالتقدم الحاصل في هذا المجال والذي أتاح خفض وتيرة انتشار السيدا عبر العالم بفضل المقاربة التشاركية المتبعة لمعالجة هذا المرض والتي توحد جهود مختلف الباحثين والأطباء وحاملي الفيروس, معتبرا أن من شأن هذه المقاربة أن تحل آفة تعاطي المخدرات بدعم من السلطات العمومية.وذكر بيرجي أن الداء ما زال يشكل تحديا لرجال العلم و التكنولوجيا الذين فشلوا حتى الآن في التصدي لهذا الفيروس الذي حصد و ما زال أكثر من 25 مليون شخص،و خلف أكثر من 14 مليون يتيم و يتيمة. واضاف أن داء السيدا أصبح الآن آفة عالمية تصيب جميع الدول، و ينتشر بسرعة و يسبب مشاكل  صحية و إجتماعية و اقتصادية. وقال ان هذا الداء  ما زال  ينتشر في العالم، إذ حسب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا هناك أكثر من 16 ألف حالة تسجل كل يوم في العالم.
ومن جهتها،قالت حكيمة حميش،رئيسة جمعية محاربة السيدا، إن هذا اللقاء يعد مناسبة من أجل التفكير بشكل مشترك في الأخطار التي يمثلها تعاطي المخدرات بالنسبة للصحة العمومية، مشيرة إلى العلاقة القائمة بين انتشار السيدا وتعاطي المخدرات عبر الحقن, بالنظر للمعدل المرتفع للتشخيص الإيجابي لفيروس فقدان المناعة المكتسب لدى المدمنين.
كما أبرزت أن وضع سياسة تقوم فقط على المقاربة الأمنية لا يمكن أن يشكل حلا للحد من العدوى, معتبرة أن المخدرات أضحت إشكالا مرتبطا بالصحة العمومية يتطلب سياسة متكاملة لتقليص المخاطر لدى المتعاطين تقوم على احترام حقوقهم وتحسين ظروف عيشهم ومحاربة النظرة السلبية تجاههم.
واشارت حميش الى ان التجارب في العديد من الدول أكدت على أن نجاح ونجاعة أية سياسة لتقليص خطر الاصابة في أوساط متعاطي المخدرات عبر الحقن لا يمكن ان يحقق نتائج عملية وفعلية دون تحسين وضعيتهم المعيشية. مبرزة أن الهدف من إثارة هذا الموضوع هو تعبئة متطوعي الجمعية، والمتدخلين الميدانيين، وشركائها في المجتمع المدني وكذلك كل الفاعلين في البرنامج الوطني لمحاربة السيدا ،والمسؤولين السياسيين، حتى يجعلوا من هذه المقاربة الجديدة الطموحة المبنية على الصحة ومرجعية حقوق الانسان،ركيزة اساسية في استراتيجيتهم المستقبلية.
وبدوره، قال محمد بن عيسى ،أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، ورئيس مجلس بلدية المدينة،،ان مرض فقدان المناعة المكتسبة بات يهدد حياة فئات مافتئت تنمو وتتسع في المجتمع المغربي، نتيجة عوامل بينها انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات واثرها السلبي على الصحة الشخصية والعامة، باعتبار ان هذا التعاطي يشكل أحد اسباب انتقال أمراض معدية مثل "السيدا" والفيروس الكبدي، دون الحديث عن الاضرار المرتبطة بالصحة النفسية والعصبية.
واضاف بن عيسى ان المجتمع المدني يخوض الى جانب معشر الاطباء المختصين والباحثين وسائر المتدخلين، معركة حرب ليس ضد "السيدا" فقط بل ضد سائر الاوبئة الاجتماعية، سواء من خلال الاشتغال في الحقل الثقافي والفكري، أو المشاركة في مجهود التنمية المحلية،مشيرا الى القلق الكبير نتيجة ارتفاع عدد مستعملي المخدرات عن طريق الحقن.
بدورها،أبرزت ممثلة وزارة الصحة ،عزيزة بناني دور التعاون بين الوزارة وجمعية محاربة السيدا ومختلف الجمعيات المعنية في مجال خفض مخاطر الإصابة بالعدوى المرتبطة بتعاطي المخدرات, مشيرة في هذا الإطار إلى الاستراتيجية الوطنية لخفض المخاطر التي تقوم على توزيع الحقن وبرنامج توزيع بديل المخدرات (الميتادون).
كما أوضحت أنه يجري إعداد مخطط وطني لمحاربة السيدا للفترة 2012- 2016, والذي يتضمن إجراءات للمساعدة والعلاج والتكفل بالمدمنين على المخدرات عبر الحقن ومكافحة الميز والنظرة الدونية تجاههم.
وأجمع المشاركون، على أن موضوع المناظرة يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لمنطقة شمال المغرب، حيث يوجد أكثر من 1400 متعاطي للمخدرات عبر الحقن حسب الاحصائيات التقديرية لوزارة الصحة. وتعتبر هذه الفئة من متعاطي المخدرات هي الاكثر عرضة للإصابة بفيروس فقدان المناعة البشري المكتسب وكذلك الالتهاب الكبدي، فحسب دراسة ميدانية أجرتها وزارة الصحة بشراكة مع وكالة الامم المتحدة لمحاربة السيدا تم تسجيل أكثر من 38 في المائة من المتعاطين اصابهم داء السيدا 89 في المائة منهم مصابون بالالتهاب الكبدي.وامام هذه الوضعية التي وصفها المشاركون بالكارثية طالبوا بتكثيف مزيد من الجهود للوقاية والعلاج من السيدا والالتهاب الكبدي من خلال توزيع الحقن المعقمة ودمج فئة المتعاطين للمخدرات عن طريق الحقن في برنامج رائد للعلاج عبر "الميتادون"، للمساهمة في وقف زحف الاصابة بداء السيدا والالتهاب الكبدي.
وبالموازاة مع أشغال المناظرة ، نظمت جمعية محاربة السيدا مؤتمرا مغاربيا للمرافعة ضد النظرة الدونية تجاه مستعملي المخدرات عن طريق الحقن،والذي سيناقش تعاطي المخدرات بالبلدان المغاربية من وجهة نظر انتشار الآفة والتشريعات ذات الصلة وبرامج خفض الأخطار ودور المجتمع المدني في ذلك.
كما شكل اللقاء ، الذي سينتهي اليوم الاحد ،مناسبة لتقديم نتائج دراسة تشخيصية للوضعية في مجال تعاطي المخدرات عبر الحقن شملت 300 شخص، بالإضافة إلى تقرير حول استهلاك المخدرات والتشريع المغربي في هذا المجال 
.

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité