Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
11 octobre 2011

كلمات/أشياء

كلمات/أشياء

16326بدر الين الا دريسي

كتاب دموع وللأمل شموع  ضربنا الخبر كالإعصار فاستوطن فينا الشدوه والذهول وحالة من الخوف الذي يبطل الحركة

زكرياء الزروالي نقل على وجه السرعة إلى مصحة مرس السلطان بالدارالبيضاء وحالته حرجة للغاية..
ثم تسارعت الأخبار وهي أشبه بالمطارق التي تهوى على الرؤوس إن لم تحدث طنينا يتبعه وجع شديد، فحفرة غائرة تدخلها هواجس وكوابيس..
زكرياء الزروالي دخل في غيبوبة بغرفة الإنعاش، وبرغم التطمينات التي قدمها الطاقم الطبي، فإن الكشوفات الطبية الصريحة والمعمقة تقول بأن الحالة مستعصية وأن زكرياء الزروالي أصبح بين يدي الله، فالرجاء أن يصحو من غيبوبته ليمكن القول عندها أنه تخطى حاجز الخطر الداهم..
تتحدث الأخبار التي سقناها مختصرة في عدد الإثنين عن إصابة زكرياء الزروالي بتسمم دوائي أحدث له نزيفا داخليا حادا، وكان مؤثرا للغاية أن يتوافد المئات بل الآلاف من مناصري الرجاء على مصحة مرس السلطان، بعضهم في حالة ذهول وبعضهم الآخر غير مصدق، وكلهم على استعداد لأن يبذلوا كل ما في استطاعتهم من أجل أن يصحو النسر من غيبوبته، حتى أن الكثيرين عرضوا أخذ كميات من دمهم لإسعاف زكرياء النازف.
منتصف ليلة الأحد إلى الإثنين تعمق وشاح السواد في سماء الدارالبيضاء، وأطلق الآلاف زفرات الوجع ودموع الحزن فقد أسلم زكرياء الزروالي راضيا مرضيا الروح لبارئها عز وجل، توقف قلبه عن الخفقان وغدا ذاك النسر الذي كان يحلق بمخالب من حديد جثة هامدة.
كان يوم الإثنين صفحة ثقيلة في كتاب الدموع وخبر وفاة زكرياء الزروالي يشيع بين الناس، كثيرهم لم يصدق أن هذا الشاب رحل عنا بهذه السرعة، وكانت تلك إرادة الله وقضاؤه الذي لا يرد.
أذكر أنني إلتقيت زكرياء الزروالي في مرات قليلة، وقد كانت كافية لأضع للرجل الشاب في ذهني إطارا ومرجعا، فهو على إندفاعه وجسارته وجرأته ورجولته داخل الملعب، رجل هادئ خارج الملعب، كثوم، خجول ولا يعشق مطاردة الأضواء، لذلك قليلا ما كنا نراه ضيفا على البرامج الإذاعية والتلفزية وقليلا ما كنا نقرأ له حوارات في الصحافة المكتوبة وناذرا ما كنا نراه زعيما لحركة تصحيحية أو حتى إنقلابية داخل الرجاء.. وقد وجدت في كل المرثيات التي صاغها زملاؤه داخل الرجاء وحتى من اللاعبين الذين هم من جيله ما يضع المقاس الإنساني والأخلاقي والرياضي الذي فصلته في ذهني للمرحوم زكرياء الزروالي إبن مدينة بركان التي أهدتنا شموعا أضاءت درب كرة القدم الوطنية، بل الرياضة الوطنية والإنسانية..
إن كان الرجاء قد فقد منارة مضيئة وفقد نسرا كان دائم التحليق بكل أريحية، فإن كرة القدم الوطنية فقدت إبنا بارا لها، أما عائلته الصغيرة التي فقدت فيه شمسا كانت تشيع ضوء الأمل ونور الثقة في المستقبل، فلها منا عزاء قلبي صادق ودعاء بجميل الصبر والسلوان فلله الأمر من قبل ومن بعد.
-------------------
ما عاد لقاء وشيك للفريق الوطني يصيبنا بالإنقباض وبالخوف وبالتوجس، فقد مضى زمن كنا فيه ندخل كوكب الفريق الوطني بيقين كامل أن هناك مواجع في الإنتظار..
مع لقاء الجزائر بمراكش تغير الحال، وتحول الإنقباض إلى فرح والخوف إلى أمل والتوجس إلى شوق، فما عاد اليوم في منتدياتنا الرياضية حديث يعلو على حديث الفريق الوطني، الكل يمد عينيه إلى يوم الأحد والكل يشرئب عنقه للمواجهة المرتقبة، حيث يلتقي الفريق الوطني نظيره التانزاني والرهان الأوحد هو تحقيق الفوز بالأداء وبالنتيجة، الفوز الذي يؤهل أسود الأطلس لنهائيات كأس إفريقيا لأمم بالغابون وغينيا الإستوائية، والفوز الذي يعزز سهم الثقة ويغري بمزيد من الحلم..
ماذا يكون منتخب تانزانيا حتى تقول أننا سنكون أسعد الناس بالفوز عليه؟
وماذا يكون التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم حتى نقول عنه إنه إنجاز تاريخي؟
منتخب تانزانيا بلغة الماضي والحاضر منتخب بلا أسهم (لاحظوا أنني لم أقل أنه بلا أنياب)، لم يتأهل ولو لمرة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وترتيبه في التصنيف العالمي متأخر جدا حتى أنه يعتبر من المنتخبات المغيبة، ونهائيات كأس إفريقيا للأمم لم تكن أبدا غاية استحال على الأسود تحقيقها، فقد إنتظموا في حضور هذه النهائيات منذ سنة 1998 إلى أن كانت سنة 2010 إيذانا بسقوط لعنة الغياب على رؤوسنا، فلماذا نأتي اليوم لنقول أن مراكش ستعيش إحتفالية التأهيل إلى المونديال الإفريقي؟
بالقطع لست من هواة التهويل والتفخيم حتى أعظم تأهلا لكأس أمم إفريقيا غيره كان سيكون كارثة كبيرة، ولست من هواة التضخيم حتى أعتبر فوز الفريق الوطني على منتخب تانزانيا إنجازا تاريخيا، ولكنني أنطلق مما كان عليه حال الفريق الوطني قبل أشهر من الآن عندما ضاقت به الدنيا بما رحبت فأنتج ما لا يعد ولا يحصى من النكبات رمت به إلى حضيض ما بعده حضيض، وقد كانت تلك مرحلة دقيقة لو لم تعالج بالطريقة التي عولجت بها لكنا اليوم نجتر لغة التقديح والتجريح..
نتشوق جميعا إلى مباراة تانزانيا لأنها مباراة فاصلة وحاسمة، وقد تطبعنا على أن نكون مع الفريق الوطني بالقلوب وبالجوارح كلما كان على شرفة تاريخية، نتشوق إليها لنرى كيف سيضع أسود الأطلس لمسة أخرى على جمالية الأداء وموضوعية التعاطي مع المباريات، ولنرى كيف سيرتقي بأسلوبه التكتيكي، ونتشوق إليها لأننا نتوقع أن تكون فاصلا جديدا في ملحمة فريق وطني تعافى وأصبح بقوة معنوية لدفع كل المؤثرات السلبية.
يعرف لاعبو الفريق الوطني ما ينتظرهم هذا الأحد بمراكش، يعرفون أنهم سيكونون مدعومين بالآلاف من جماهيرهم، ويعرفون أن لغة الأوراق إن رجحت كفتهم، فإن أرضية الملعب هي ما سيحسم أمر تأهلهم لكأس إفريقيا للأمم..
لست بحاجة لأن أنبه لاعبي الفريق الوطني إلى أن جلد تانزانيا لا يمكن أن يباع هكذا من دون هزمه بالميدان، فهم يعون جيدا ما ينتظرهم، يعرفون أكثر من ذلك أن في الأفق أمسية كروية إحتفالية لا بد وأن يوقعوا عليها..
عيوننا وقلوبنا إليكم ومعكم يا أسود فأمتعوها وأفرحوها..

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité