Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
29 août 2011

شهيدة الفيزا"عائشة مختاري بسرطان العظام وظلم قنصلية فرنسا

 

   الذكرى الثانية لرحيل"شهيدة الفيزا"عائشة مختاري

 بسرطان العظام وظلم قنصلية فرنسا  

رحلت عائشة في صمت بين أحضان شقيقها عبدالعزيز 

الذي أعزته، ووالدتها التي تألمت لآلامها وبكت لفراقها

اليوم تحل الذكرى الثاني لرحيل "شهيدة الفيزا" عائشة مختاري بسرطان العظام

وظلم القنصلية الفرنسية وغبن المسؤولين المغاربة

وجدة زيري : عبدالقادر كتـــرة

حلت  الذكرى الثانية لرحيل "شهيدة الفيزا" عائشة مختاري بعد مرض عضال تمثل في سرطان العظام وظلم القنصلية الفرنسية التي رفضتا منحها تأشيرة السفر إلى فرنسا للعلاج وغبن المسؤولين المغاربة  الذين لم يحركوا ساكنا رغم نداءات الإغاثة وطلب المساعدة من شخص في خطر بل منهم من زيف الحقائق وزورها وشهد بالباطل حتى يتملص من مسؤولياته وواجباته الملقاة على عاتقه التي أدى عليها القسم وداس حقا من حقوق المواطن والإنسان وهو الحق في الصحة والحياة الكريمة وتجاوز بذلك الشرائع والأعراف والقوانين الدولية.....

لبّت عائشة مختاري، صباح يوم السبت 23 شعبان 1430 الموافق ل 15 غشت 2009 في تمام الساعة الثامنة و15 دقيقة، داعي ربّها بسبب مرض سرطان العظام الذي أصابها  منذ أكثر من سنيتن  وعانت منه ومن تداعياته تمثلت في الآلام والأوجاع  لم يتحملها جسدها النحيف، وانفجر ورم ساقها دما وصديدا ودودا...ولم تجد إلى جانبها سندا إلاّ شقيقها عبدالعزيز مختاري ووالدتها وزوجها...

"خذني إلى بيتك يا عزيز، سأصوم معك شهر رمضان..." ثم تحرك عينيها وجهة والدتها وشقيقها "هذه الليلة، يا أمي ويا أخي، ستنامان بجانبي في الغرفة..." كانت تلك آخر طلبات المرحومة عائشة مساء يوم الجمعة ليلة رحيلها، قبل أن تسلم الروح إلى باريها صباح اليوم الموالي، بعد أن كابدت أكثر من سنتين من العذاب القاسي والمهين وتحولت إلى رمز للصبر والجلد...ووري جثمانها التراب ظهر نفس اليوم بمقبرة سيدي يحيى بمدينة وجدة....3_1313409851. 

رحلت عائشة مختاري بعد صراع طويل مع مرض سرطان  العظام  الخبيث الذي استشرى في جميع أنحاء جسدها ونهش أعضاءها ونخر عظامها وهدّتها الأوجاع بعد أن حكم عليها قنصل فرنسا بفاس  والمسؤولون المغاربة في القطاع الصحي بالموت البطيء مع المعاناة  سنتين نافذة...رحلت عائشة  وفي نفسها ظلم وجور القنصلية الفرنسية التي رفضت منحها تأشيرة السفر إلى فرنسا للعلاج بسبب خطأ ارتكبته مصالحها ورفضت الاعتراف به وتصحيحه، كما حمَلت في صدرها الغبن والإحساس ب"الحكرة" من تجاهل وتنكّر المسؤولين المغاربة في القطاع الصحي الذين كان من واجبهم الأخذ بيدها ومؤازرتها ولم يفعلوا بل منهم من شوّه الحقائق وزيّفها وكذب...رحلت عائشة بعد سنتين من الصرخات والصيحات والأنات والزفرات والدمعات لتعرف الراحة الأبدية المحفوفة برحمة الله وشفقته...تخلصت من معاناتها وأراحت المسؤولين  من مراسلات شقيقها واستنكاراته وإداناته واحتجاجاته  للتجاهل الذي قوبلت به حالة شقيقته...أكثر من 63 مقالا صحفيا بجرائد ومجلات محلية ووطنية ودولية على رأسها جريدة الأحداث المغربية التي كانت أول من تحدثت عن حالتها وخصصت لها 6 مقالات منها صفحة كاملة في "تجربة غير عادية"، كما تناولتها بعض الإذاعات وقناة تلفزية والعديد من الجرائد الإلكترونية

ذهبت عائشة ، ذات صباح من يوم الأربعاء خلال  شهر أبريل 2007،  إلى ذلك الطبيب الاختصاصي في جراحة العظام بمدينة وجدة عندما انتفخت ركبتها ، وفحصها وقرر إجراء عملية جراحية لأخذ عينة من عظم ساقها الأيسر للتحاليل التي كانت سلبية، ليسلمها إثر ذلك وصفة طبية لا تحمل إلا دواء مسكنا "دولبران" لأكثر من شهرين. لم تهدأ الآلام بل استفحلت حالة عائشة واحتدت آلامها ولم تعد تتحرك إلا على كرسي وقررت أسرتها بداية شهر يوليوز 2007 إجراء فحوصات طبية بالأشعة وهو ما تم بالفعل عبر صور بالسكانير  وبالأشعة بينت تواجد ورم خبيث بعظام الساق...لكن تعذر علاجه بالمغرب لعدم توفر الاختصاصات اللازمة ولعدم وجود الإمكانيات الضرورية، وتقرر تسليمها ملفا مصادق عليه من طرف مصالح وزارة الصحة للعلاج خارج المغرب وهو ما دفع بها إلى طلب التأشيرة من قنصلية فرنسا بعد أخد ميعاد من مستشفى "كوستاف روسي" بباريس العاصمة الفرنسية وتكوين ملف كامل ومستوفي للشروط وأداء جميع الواجبات المادية للقتصلية وللمستشفى الباريسي...لكن كان رفض القنصلية  صادما وغريبا وغير منتظرا ، كما كان غير معللا وغير مفهوما...

راسل   شقيقها عبدالعزيز مختاري جميع المسؤولين في المغرب من وزراء في الحكومة  ومستشارين في الغرفتين ورؤساء الفرق البرلمانية ومسؤولين من السلطات المحلية والمنتخبة ، كما وجه رسالة إلى جلالة الملك محمد السادس وإلى نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي وإلى بعض الوزراء في حكومته وبعض رؤساء الأحزاب الفرنسية (وتلقى أجوبة منهم وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي لكن كانت أكثر مواساة منها بحثا على حلّ أو إحالة الشكاية على مصالح أخرى دون حلّ للمشكل)،  ووجه رسالة إلى عبدالعزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري بعد أن رفضت القنصلية الفرنسية بفاس منحها تأشيرة الدخول إلى ترابها قصد العلاج بسبب الخطأ الذي  ارتكبته لمّا لمْ تمسك عبر الحاسوب معلومات عنها من ملف المريضة بعد تشابه في الأسماء بين عائشة مختاري المغربية القاطنة بوجدة وعائشة مختاري الجزائرية القاطنة بوهران والتي سبق للقنصلية بفاس أن رفضت منحها التأشيرة من أجل السياحة...

لقد سبق  لعائشة مختاري المريضة بسرطان العظام أن رفعت دعوى قضائية ضد عباس الفاسي الوزير الأول للدولة المغربية وضد ياسمينة بادو وزيرة الصحة  والمندوب  الجهوي للوزارة بوجدة على حرمانها من فرص العلاج بالامكانيات التي تتطلبها حالتها المرضية المزمنة واستفحال حالتها  وتفاقم مرضها وازدياد خطورته الأمر الذي سبب لها إضافة إلى ما سبق إحباطا وشعورا بفقدان الأمل في العلاج  طبقا للقوانين الجاري بها العمل في المغرب وخارجه، مع العلم أن شقيق المريضة عبدالعزيز مختاري سبق له أن تحدث مع وزيرة الصحة المغربية بوجدة وسلمها ملفا متكاملا عن حالة شقيقته  الصحية وراسلها كما راسل جميع المسؤولين وبرلماني وجدة ووزارء في الحكومة المغربية ونواب رؤساء الفرق في البرلمان، يناشد فيها فقط التدخل من أجل تصحيح الخطأ ومنح شقيقته فرصة العلاج خارج الوطن لانعدام ذلك بالمغرب كما شهدت به وزارة الصحة المغربية وصادقت على ملفها الطبي، وبالطبع دون أن تطلب الأسرة سنتيما واحدا...

رحلت عائشة بعد عشرات النداءات أطلقتها المرحومة عائشة وشقيقها ولم يستجاب لواحد منها، ولو لمواساتها، ورحلت عائشة في صمت بين أحضان شقيقها عبدالعزيز الذي أعزته، ووالدتها التي تألمت لآلامها وبكت لفراقها...

رحلت عائشة مختاري، يقول شقيقها عبدالعزيز الإطار البنكي بوجدة، لكن يؤكد أن معركته ستستمر وستتواصل للدفاع عن حقها وحق أي مواطن في العلاج وتحديد المسؤوليات في وفاتها وإدانة المتسببين في وضعيتها وفي استفحال مرضها نتجت عنه وفاتها، إذ يعتبر أنها ماتت بسبب الإهمال والتجاهل وهو الأمر الذي يصنف في خانة الإخلال بالواجب وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر...

رحلت عائشة وما كان لها أن ترحل في الحالة التي ماتت عليها لو توفرت لها حقوقها الاجتماعية  التي يضمنها الدستور المغربي وتجاوزتها وزارة الصحية، ولو توفرت لها الحقوق الإنسانية والكونية  التي تخلت عنها فرنسا "الديمقراطية" وذلك  بتوفير العلاج بمفردها أو عن طريق التعاون الدولي لتهيئة الظروف الملائمة التي من شأنها تأمين الخدمات الصحية التي باتت تشكل حقوقا كونية لصيقة بالحق الأساسي العالمي للإنسان في الحياة......

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

استأنفت أسرة المرحومة عائشة مختاري حكم المحكمة الإدارية بوجدة الصادر بتاريخ 21 شنتبر 2010، في حقّ الدولة المغربية في شخص الوزير الأول ووزارة الصحة في شخص وزيرتها، والقاضي بأداء تعويض إجمالي لفائدة الأسرة قدره 450 ألف درهم، لثبوت مسؤولية الدولة عن الضرر اللاحق من خلال تقصيرها في توفير العلاج للمريضة/الهالكة ومعاناتها مع المرض الذي تسبب في وفاتها بعد استفحال وضعها الصحي، لكن تم حفظ الملف بالرباط الأمر الذي فرض على الأسرة وعلى رأسها شقيقها عبدالعزيز مختاري سلوك طريق آخر واتخاذ إجراءات أخرى

 

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité