Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
25 janvier 2011

هل نحن التطوانيون.. عنصريون ؟

هل نحن التطوانيون.. عنصريون ؟

  نجيب البقالي 

هل نحن التطوانيون عنصريون ؟ أم نحن "قوم" يحبون "التاول"، كما كانت تقول جدتي . عوامل كثيرة تجعلنا عنصريين دون أن نشعر نحن بذلك . في فترة ما .... كان تهميش هذه المنطقة مقصودا لأسباب يعرفها الجميع ، إن المنطقة كل ما فيها جميل ، طبيعتها ، شواطئها ، خيراتها، و حتى نساؤها كن و مازلن من أجمل نساء المغرب خًلقا وخُلقا ( بضم الخاء) بدون منازع . طبخها ، لباسها التقليدي المتميز,حدائقها و بساتينها ، الموسيقى المستمدة جذورها من الأندلس وأخرى من الشرق. ( قبل أن تُلوث أسماعنا بموسيقى لا لون لها ولا طعم و لا رائحة).
بدأت تعرف المنطقة "الهجرة" بشكل مكثف في أواخر السبعينات و بالمقابل بدأ التطوانيون و خصوصا الذين أنهوا دراستهم خارج المغرب بهجرة معاكسة و معظمهم استقروا بين الرباط و الدار البيضاء , أما تطوان فكان " يُصدر " لها كل من ضاقت بيه الدنيا في الداخل , فكما كان يقول لي صديق عزيز , مدينة سطات تستقبل الاستثمارات و نحن في تطوان نستقبل حافلتان واحدة في الصباح الباكر تحت جنحة الظلام محملة " ببائعات الهوى" و حافلة أخرى تأتي في المساء محملة " بالسُعيان" . و بما أنني كنت أعتبر المغرب بلد واحد , لم يكن يعجبني كلامه لأكتشف مؤخرا أنه كان على حق . في نفس الفترة كانت أحياء بأكملها يتم بناؤها بشكل عشوائي في مناطق جد خطيرة (الكريان الفوقي, كويلما , ما تبقى من جبل درسة ,خنداق الزربوح, كرة السبع , ديزا , أحريق) , و الكل يأخذ نصيبه , المستشار البلدي , المراقب التقني , المقدم , القائد .....ألخ .
و مع كل هذا الكل كان يحس بالإحباط ,سواء" القادمون أو المقيمون" ,لأن مقابل كل هذه الهجرة لم تكن استثمارات تُقام في المدينة, ماعدا التهريب عبر باب سبتة و الدعارة و الاتجار في المخدرات و تهريبها . فكثرة الجريمة , خصوصا السرقة و ظهرت طبقة كانت تعرف "بالبزنازة" و مازالت , هذه "الطبقة" زادت الطين بله , فعائداتها من المخدرات لم تكن تُستثمر في مشاريع اقتصادية تُتيح فرص العمل , بل كان يتم تبييضها في شراء عقارات مجمدة أو على شكل مشاريع تشغل يد عاملة قليلة كالمقاهي و محطات البنزين أو تبقى أموالا مجمدة و لا تحط حتى في البنوك , و البعض من هذه العائدات كان يذهب لجيوب رجال السلطة من كل "الأصناف" مقابل الصمت , في إيطار " ودعه يعمل ودعه يمر" على ذكر نظرية "أدام سميت".
داخل كل هذا كان تطونيون يتفرجون و يتحسرون على مدينتهم , لا حول لهم و لا قوة , فكل من احتج فهو عنصري و لا يحب الخير لبلده . فهل نحن عنصريون عندما نطالب بتنظيم مدينتنا و نُحي كل من ساهم في فعل ذلك ؟. أو من قال "الله يعمرك أتطاون" استجاب الله لدعائه؟. لو كان كذلك , كنت أتمنى لو قال "الله يعمرك أتطاون بالخير" ليعم الخير على الجميع و لا يقف عند "الله يعمرك أتطاون".

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité