Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
1 octobre 2010

الرياضة تحتضر في ثاني قطب اقتصادي في البلاد

الرياضة تحتضر في ثاني قطب اقتصادي في البلاد
لم يسبق في تاريخ طنجة أن عانت الرياضة من كل هذا البؤس الذي تعانيه حاليا
المدن الكبرى في العالم تطورت جنبا إلى جنب مع الرياضة، والأمثلة على ذلك كثيرة... مارسيليا، لندن، ليفربول، مانشستر، مدريد، برشلونة، إسطنبول، الدار البيضاء،... وغيرها. لكن طنجة تسير في اتجاه مختلف تماما، إنها تكبر مثل وحش، بينما رياضتها تغرق في بئر بلا قرار. إنها مدينة مقبلة على مصير مؤلم، مدينة ممسوخة بدون أي عمق ثقافي أو رياضي. الناس في طنجة لم يسبق لهم أن قلقوا كما يقلقون الآن. فأمام هذا السيل العارم من العمارات وأكوام الإسمنت والمناطق الصناعية والمشاريع الكبرى يتساءلون: أين هي الرياضة في مدينة هي ثاني قطب اقتصادي في البلاد؟
وقبل بضعة أيام، كان فريق اتحاد طنجة لكرة القدم على وشك تقديم اعتذار والتوقف عن اللعب، وهذا شيء يصعب تصديقه في مدينة تسمى طنجة. وقبل ذلك، تحول فريق اتحاد طنجة لكرة السلة إلى أضحوكة في أعين الجميع، وهو اليوم مثل مركب تائه بلا أشرعة في بحر متلاطم الأمواج وسط صراعات مجنونة بين مسيريه.
وقبل هذا وذاك، ماتت كل الرياضات تقريبا في طنجة، ولم يبق غير وجع الرأس ونفاق المسؤولين والمنتخبين وصراع الديكة في الفرق الرياضية ونهب الميزانيات والتلاعب
57463256 في التقارير والمصاريف ثم التصويت بالتصفيق.
أمام كل هذا، تتفرج السلطة وكأن لا شيء يحدث. أما والي المدينة فلا يخفي أبدا أنه لا يريد من أحد أن يحدثه في الرياضة. إنه رجل يبدو أنه درس في جامعة فريدة من نوعها تعتبر أن التنمية تقوم على الإسمنت فقط. لكن هذا الوالي هو نفسه الذي، كلما جاء عنده العداء السابق هشام الكروج لتنظيم ملتقاه السنوي لألعاب القوى في طنجة، يتحول إلى آلة لجمع الدعم، ويمر الملتقى في يوم واحد، ثم يعود الوالي إلى سباته الرياضي الطويل.
ما يجري حاليا في طنجة يصعب على الوصف. إنها مدينة تحتضن مشاريع كبيرة لمؤسسات عملاقة، لكن الدعم الرياضي يذهب نحو مدن أخرى. الموانئ في طنجة تدعم فرقا بعيدة، والمؤسسات الكبرى -مثل شركات النقل البحري- تدعم فرقا بلا بحر. وهناك شركات كبرى تؤدي ضرائبها العادية في الدار البيضاء وليس في طنجة، فما بالك بمبادرتها إلى دعم المدينة رياضيا.
في طنجة مسيرون رياضيون أثبتوا فشلهم على مر السنوات. وهناك فضائح حقيقية ينبغي النبش فيها، بدأت منذ عقود ويجب أن يقف مرتكبوها أمام القضاء، بما فيها نهب أراض مخصصة للفريق وتحويل ممتلكاته إلى ممتلكات خاصة. وفي نهاية الموسم الماضي، اضطر فريق اتحاد طنجة إلى ممارسة اللعب الوسخ لربح مباراة تنقذه من النزول إلى القسم الثالث، وبعد ذلك أعلن المسيرون أنهم أنفقوا مليارا و200 مليون سنتيم خلال ذلك الموسم، ومر الجمع العام بالتصفيق، ولم يسأل أحد لماذا لم تتم المحاسبة. مسيرون أمثال هؤلاء لا يستحقون الإبعاد فقط، بل يستحقون المحاسبة العسيرة ثم «الما والشطّابة حتى لقاعْ الواد».
اليوم، وفي كل مباراة تجري بملعب مرشان، شبه الفارغ، يرفع الجمهور لافتات كبيرة بلون أسود، لون واقع الرياضة في المدينة، واللافتات كلها تتساءل: كيف لمدينة بحجم طنجة، اقتصاديا وبشريا، أن تغرق في كل هذا البؤس الرياضي؟ ولماذا كل هذه العمارات التي تنطح السماء بينما الرياضة في قبر مظلم؟ ولماذا هذا السكون المخجل لسلطات المدينة؟ وهل الوالي وال على الإسمنت فقط وليس على الرياضة؟
الكرة اليوم في مرمى السلطة، يجب أن تتدخل لرسم خارطة طريق رياضية حقيقية وكنس المسيرين الرياضيين الفاسدين.
الذين حضروا الحفلات التي أقيمت في طنجة بمناسبة مهرجان الجاز، ورأوا تلك الوجوه المعروفة والرسمية، وطنيا ومحليا، وهي تطوف بين الموائد الفاخرة، وقارنوا هذه الحفلات الباذخة بلاعبي اتحاد طنجة الذين لم يكونوا يجدون ما يتسحّرون به في رمضان الماضي، أكيد أنهم فهموا عمق النكبة الرياضية التي تعيشها طنجة، بمسؤوليها ومنتخبيها ومسيريها الرياضيين.
طنجة لا تستحق هذا المصير.
 

عبد الله الدامون

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité