اسبانيا تفكك شبكة اسبانية توظف طائرة لنقل المخدرات انطلاقا من مهبط بالناظور

اسبانيا تفكك شبكة اسبانية توظف طائرة لنقل المخدرات انطلاقا من مهبط بالناظور

من مطار بينار(Aeródromo del Pinar)، قرب كاستيون (Castellón)، الى مهبط للطائرات يقع على بعد 15 كلم من الناظور ومن هناك إلى مدرج أخر مهجور يدعى فالديبيناس (سيوداد ريال)، هو المسار الذي سلكته الرحلة التي قام بها الاثنين والثلاثاء الماضيين ( 16-17 مارس 2009)، اثنين من الطيارين المكسيكيين على متن طائرة من طراز أنتونوف 2 كبيرة الحجم، ولم يكن هدف الرحلة غير تحقيق هدف واحد : شحن طن ونصف من الحشيش باتجاه اسبانيا.
طائرة لنقل الحشيش بدل القوارب النفاثة:

ووفقا لتحقيقات أولية فقد كانت الطائرة مستأجرة من قبل شبكة اسبانية لتهريب المخدرات وكانت تتوخى أن توصل هذه الشحنة إلى دول أوروبا الوسطى، ولم تكن اسبانيا وفقا للمصادر الاسبانية إلا المحطة الأولى للتخزين المؤقت فحسب، وكانت نفس هذه الطائرة قد أثارت في وقت سابق شكوكا لدى عناصر المراقبة التابعة للجمارك في أواخر العام الماضي بعد أن اكتشفت في المطارات الصغيرة ل Turre بألميريا.
وتعود تفاصيل العملية إلى اتصالات كانت قد قامت بها الشبكة بمواطنين مكسيكيين اثنين، انتقلا إلى اسبانيا قبل اقل من أسبوعين فقط. وتكلف واحد منهما لاحقا بالانتقال إلى المغرب للتفاوض مع منتجين للحشيش، أما الثاني، (Jesús C. H)، فقد تكلف بقيادة الطائرة لجلب المخدرات معتمدا على مساعدة مرافق أرجنتيني (Demián A. H) ، 33 عاما ، كان يقيم في اسبانيا.
وكان تجار المخدرات يختبرون منذ أشهر خصائص هذه الطائرة لمعرفة قدرتها على الهبوط على مدارج قصيرة في مطارات وسط اسبانيا. وكان الحرس المدني، ومصالح الجمارك قد رصدا في وقت سابق نفس الطائرة في ألميريا ، كوينكا ، سيوداد ريال وفالنسيا، ولم تكن وفقا للمعطيات المتوفرة الأماكن الوحيدة التي هبطت بها إذ كانت تحلق في الأجواء الاسبانية منذ أواخر يناير 2008 ، وسبق أن حطت في مدرج ريكينا بفالنسيا ومنها طارت باتجاه جزر البليار وبالضبط بالمطار الرياضي سون بونيت منتصف غشت من السنة الماضية.
نقل الحشيش انطلاقا من الناظور والتحليق بحرية...:
يبلغ طول الطائرة 12 مترا، وحمولتها يمكن ان تصل الى طنين وهي حمولة غير معتادة في هذا النوع من الطائرات في اسبانيا، وتعود ملكيةها إلى شركة في فالينسيا وهي من صنع بولندي وكانت تحمل لوحة تسجيل هنغارية وفق ما أفادت به المصادر الاسبانية، ووفقا لمصادر التحقيقات كان تجار المخدرات قد انتقلوا بالطائرة لإصلاحها في هنغاريا قبل متم العام الماضي ولم تعاود الظهور في الأجواء الاسبانية إلا أواخر 2008 ، حيث رصدت تحركاتها بالميريا.
كانت تحركات الطائرة قد أثارت الشكوك منذ مدة لكن المحققين توصلوا الى تأكيدات على أنها تستخدم لأغراض غير مشروعة قبل وقت قصير من انطلاقها من احد أجزاء مطار Castellón يوم الاثنين الماضي وفي ذلك اليوم ، توجه اثنين من الطيارين الى الناظور حيث شحنت ب 53 كيسا من الحشيش فى احد المدارج السرية ومن هناك طارت بكل حرية الى باتجاه اسبانيا.
وبالناظور تعرضت الطائرة لحادث صغير اثر على اتجاه القيادة لكن هذه الأضرار لم تحل دون اتمام المربين لمسار الرحلة، ولما وصلت الى اسبانيا حلق الطياران على علو منخفض دون استعمال الأضواء الكاشفة وبتعطيل تقنية الأمان الملاحي، وذلك تفاديا لرصد طائرتهما من قبل المراقبين الجويين.
ولم تفلح وسائل الاحتيال تلك في اختراق المجال الجوي الاسباني بسلام ، اذ اعترضت طائرة هليكوبتر تابعة للجمارك الطائرة المحملة بالمخدرات في ضواحي الميريا وشرعت في مطاردتها بالتعاون مع الحرس المدني الاسباني.
وفيما يتعلق بشحنهما للمخدرات انطلاقا من الناظور اعترف هؤلاء أثناء التحقيقات أنهما نزلا بطائرتها في مطار سري صغير يوجد على بعد خمسة عشر كيلومتر من مدينة الناضور، وغادرا الأجواء المغربية بكل حرية.
و اعترف ربان الطائرة من جهته أنه زاول نفس النشاط الإجرامي منذ مدة طويلة، حيث قال أنه اعتاد النزول بطائرته في المطار المذكور و شحن الأطنان من المخدرات نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.

هيئة تحرير موقع
Irifien.Com