Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
INARA
23 mars 2009

مسرحية"طاطا مباركة" والوجه الاخر لابداع الفنانة والاستاذة الجامعية والمناضلة السياسية خديجة طنانة

مسرحية"طاطا مباركة" والوجه الاخر لابداع الفنانة والاستاذة الجامعية والمناضلة السياسية 

خديجة طنانة 

أجرى الحوار أحمد بونجمة/

تطوان/20/03/ مكن عرض مسرحية "طاطا مباركة" بدار الثقافة بتطوان في نهاية الاسبوع الماضي جمهور المولعين بالثقافة والفن من التعرف على جانب آخر من شخصية امرأة عرفها كفنانة تشكيلية وأستاذة جامعية ومناضلة سياسية وفاعلة جمعوية . إنها خديجة طنانة ، التي عادت إلى مسقط رأسها تطوان التي عاشت فيها طفولتها البريئة ، قبل أن تشد الرحال نحو مدينة الرباط التي تابعت بها دراستها الثانوية بمدارس محمد الخامس والجامعية بجامعة محمد الخامس تخصص العلوم السياسية ، ومنها إلى مدينة فاس التي اشتهرت بها كأول مرة بالمدينة تنتخب كمستشارة جماعية .
  تقول طنانة عن مسرحية "طاطا مباركة" ، التي حاولت أن تقتحم بها عالم المسرح وتكتشف فيه ذاتها لتضيفه إلى مواهبها المتعددة ، أنها أرادت أن تمحو ، من خلال هذا العمل المسرحي ، من الذاكرة الصورة النمطية التي يحملها العديد من الاشخاص  عن المرأة ، والذين لا يرون فيها سوى مفاتن جسدها .
وأوضحت طنانة  أنها حاولت من خلال هذا النص المسرحي  ، إعادة إثارة موضوع استغلال الخادمات إلى الواجهة وإماطة اللثام عن سوق النخاسة الذي كان سائدا في فترة سابقة من تاريخ المغرب ، وذلك من خلال استعراض حياة طاطا مباركة التي عانت من بطش الرجال في مجتمع ذكوري بامتياز لا يعلو فيه صوت المرأة ، التي عليها فقط أن تخدم الرجل وتلبي رغباته ونزواته .
وقالت إنها عبرت  ، من خلالها المسرحية ، عن الهواجس التي ظلت تنتابها ، وهي صغيرة وإلى الوقت الراهن الذي تعدت فيه العقد السادس من عمرها ، تتابع خطوات الخادمة المتتاقلة في المطبخ ، وتتساءل باستمرار عن سر وجودها في منزل جدها .. ماذا تعمل .. ولماذا لا تتكلم .. ولماذا لون بشرتها يختلف عنا  إلى عدد آخر من التساؤلات التي جسدتها في نص مسرحي حولته المخرجة نعيمة زيطان إلى حوار شيق نال استحسان المتتبعين للعرض المسرحي .
وعن مسارها الفني الجديد ، ذكرت طنانة أنها مثلما ولجت باب التشكيل الفني صدفة دخلت مجال المسرح بنفس الطريقة ، حيث أنها في فترة نقاهتها من داء خطير حول حياتها إلى جحيم /سرطان الثدي/ ، كانت تكتب ليس لغرض التأليف وإنما بهدف الترفيه عن النفس بعد أن كان هواجس الموت  لا تفارق مخيلتها ليل نهار.
غير أن هذا العمل ، الذي وصفته بأنه كان مجرد لهو ، والذي تضع فيه فكر الانفتاح في مواجهة التقاليد والتحجر نال إعجاب بعض أصدقائها الذين ألحوا عليها باستغلاله في مسرحية مرت أدق تفاصيل فصولها أمامها وهي لا تزال في عمر الزهور .
عن هذه التجربة ، تقول الكاتبة فتيحة النوحو ، ان خديجة طنانة تسائل ، من خلال شخصية "طاطا مباركة" ، زاوية مهمة من تاريخ المغرب ، حينما كانت الاسر الثرية المغربية تستأثر يسلطة المال والجاه ليخولاتها حق استعباد الخدم المجبولين على الاذعان لرغبات أفرادها المبهمة ، التي لم تتوان شيفرة طنانة عن فك رموزها
.............
وعن تجربتها في إدارة الشأن المحلي بفاس ، التي دامت 11 سنة من 1983 إلى 1992 ، ذكرت الاستاذة طنانة التي كانت تدرس بكلية الحقوق  بالمدينة ، أنها كانت من اللحظات السعيدة في حياتها بعد أن استطاعت من خلال توليها مسؤولية رئاسة اللجنة الاجتماعية والثقافية بالمجلس البلدي المساهمة في بث دم جديد في شرايين المجال الثقافي بالمدينة .
وأوضحت أنه بفضل هذه الجهود تم تكريس الطابع المؤسساتي لعدد من الملتقيات التي أضحت تشهدها المدينة بصفة تقليدية كل سنة على الرغم من الاكراهات المالية التي كانت تواجه تنظيمها ، والتي كانت تضاف إلى قلة فضاءات العروض آنذاك .
ولم يفت السيدة طنانة الاشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته في هذا الاطار جمعية الابداع النسائي التي تترأسها منذ أربع سنوات في النهوض بأوضاع المرأة المبدعة ، حيث تم بفضلها تنظيم عدة ملتقيات همت مجالات متعددة كالشعر والكتابة والصورة وغيرها ، علاوة على مهرجانات فنية للطرب الاندلسي والغرناطي على المستوى المغاربي .
ولم يتوقف طموح طنانة ، التي تم تكريمها مؤخرا خلال أشغال المؤتمر النسائي الدولي الاول الذي انعقد مؤخرا بتطوان ، عند هذا الحد ، فهي تشدد كفاعلة جمعوية رائدة على بذل الكثير من الجهد سواء من طرف السلطات العمومية والفعاليات الثقافية أو من طرف النساء أنفسهن للوصول إلى مساواة فعلية مع الرجل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، خاصة بعد أن تمكنت المرأة المغربية من التألق والبروز وردم الهوة التي كانت تفصلها عن الرجل في المجتمعات العربية والافريقية التي تهيمن عليها بعض التيارات المحافظة .
ودون الغوض في الجانب الفني الذي اشتهرت به خديجة طنانة ، تكفي الاشارة إلى أنها شاركت بلوحاتها ، التي تعبر أغلبها في إطار المدرسة التعبيرية الحديثة عن هموم المرأة وعلاقتها مع الرجل ، في معارض فردية وجماعية نظمت بالعديد من المدن المغربية والعربية والاوربية خاصة بفرنسا واسبانيا ، مشيرة إلى أنها لم تدخل غمار التشكيل إلا سنة 1993 على الرغم من أنها كانت تمسك بالريشة ، في حقبة السبعينات خلال إقامتها بالحي اللاتيني بباريس الذي تقع به الرواقات الفنية والمتاحف والقاعات السينمائية ، وذلك لتخطط بعض الرسوم لتزيل بها  هواجس الوحدة والغربة .
/أب/

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité